[ الصــلاة الوسـطى ]
إنّ كلمة : [ الصلاة ] ذات معانٍ متعدّدة فهي : [ الدعـاء ] من العبد إلى الله سبحانه ، و هي [ الصـلة ] بين العبد و ربّه ، و هي [ السكينة ] من الرسول للمؤمنين : ( و صلّ عليهم إنّ صلاتك سَكَنٌ لهـم ) التوبة 103 ، و هي : [ الرحمة ] من الله للناس ( أولائك عليهم صلواتٌ منْ ربّهم و رحمة ) البقرة 157 .
الصــلاة الوسـطى :
قال تعالى : ( حافظوا على الصلوات ، و الصلاة الوسطى ) البقرة 238 ، نلاحظ من الآية الكريمة أنّ [ الصلاة الوسطى ] ليست من الصلوات الخمس ، لأنّ قوله تعالى ( حافظوا على الصلوات ) يكفي كي نحافظ على الصلوات الخمْس ، ثُمّ تُضيف الآية ( و الصلاة الوسطى ) إذاً هي غير الصلوات الخْمس ، و هي ليست صلاة [ العصْر ] كمـا ورد في [ سنن الترمذي - الحديث 2908 ] : [ حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و صلاة العصْر ] ، و أمّا [ صحيح البخاري و مسلم ] فلمْ يردْ فيهمـا ما يُشير إلى أنّ [ الصلاة الوسطى ] هي [ صلاة العصر ] .
لذلك فإنّ [ الصلاة الوسطى ] هي [ الصلة مع الله بين الصلوات الخمس ] ، أيْ : هي [ وسْطى ] بين كلّ صلاتين أنْ يبقى الإنسان على [ صلة ] مع الله أثناء [ الناحية العملية ] في حياته ، و بذلك ينتهي الغشّ و الكذب و المشاكل الاجتماعية ..... من المجتمع ، أي : [ الصلاة الوسطى ] هي [ الناحية التنفيذية ] في حياة الإنسان ، لأنّ الصلوات الخمس إذا لـم تنْه الإنسان عن الأخطاء و الذنوب يكون لهـا [ ثواب سلبيّ ] لقوله صلى الله عليه و سلّم : [ مَنْ لمْ تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر ، زادته من الله بُعْداً ] رواه البخاري و مسلم ، و عندمـا قالوا للرسول الكريم صلى الله عليه و سلم : إنّ فُلانة تقوم الليل و تصوم النهار ، و تُؤذي جيرانها بلسانها ، قال : هي في النار ، ] ، و السبب لأنهـا لمْ تُحافظْ على [ الصلاة الوسطى ] بين الصلوات ، و تبقى تتقي الله في جيرانهـا .
كلّ هذا ، و الله أعلم
لدكتور علي منصور كيالي