[ سـنّ الشـباب ، و المـراهقـة ]
قال تعالى : ( و آتينـاه الـحُكْمَ صـبيّـاً ) مريم 12
أنّ [ سـنّ الشـباب ] ليسَ سـنّ الطيش و المراهقة و الضـياع ، لكنّه [ سـنّ الحكمة و المعرفة ] و هذه هي نظْرةُ الإسلام لهـذا السـنّ من العمْـر ، فالله سـبحانه قد آتى [ الحُكْمَ = الفهْمَ و المعرفة ] للنبيّ [ يحي بن زكريّا = يوحنّا المعمدان في الدين المسيحي ] أعطاه [ الحُكْم] في سـنّ الصـبـا ، و لمْ يعتبره أنّه [ سـنّ المُـراهقة ] كمـا تُصوّره لنـا الثقافة الغربية ، و كذلك [ سُـليمان ] عليه السلام ، قدْ تفوّق على والده [ داوود ] في القضـاء ، و هو في سـنّ الشباب ، قال تعالى : ( و داوود و سليمان إذْ يحكمـان في الحرْثِ ..... ففهّمـناهـا سـليمان ) الأنبياء 79 ، و هكذا الحال مع [ يوسف ] عليه السلام : ( و لـمّا بلَغَ أشُـدّه آتيناه حُكْـماً و علْمـاً ) يوسف 22 .
لذلك يا معْشر الشباب منَ الجنسين ، اتركوا فكرة أنّكمْ في [ سنّ المراهقة ] ، و ثقوا أنّكم في [ سنّ الحكْمة و المعْرفة ] ، و ابدؤوا [ الأبحاث العلمية ] في هذه السـنّ ، فالبحث العلمي في مفهومه المُطْلق هو [ الكشْفُ عن الحقيقة ] ، و هو [ حبّ الاستطلاع الفكريّ ] ، مع أنّه شـاقّ و متعبٌ جداً ، و هو : عَرَقٌ لا يجفّ و عيونٌ لا تغْفو و عقلٌ لا يهدأ : ( و الذينَ لا يجدونَ إلاّ جُهْـدهمْ ) التوبة 79 .
و الباحث المُبدع يرفضُ أنْ يُصدّق كلّ ما قيل ، و يقْبل كلّ ما كُتب على علاّته ، و بذلك فقط يتجدّد الفكْر و يتطوّر العلْم ، و أهمّ صفات الباحث : الأمانة العلميّة و الصدْق مع الذات و مع الغيْر ، و يخْرج إلى الناس بأفكاره ليقول لهم : [ إنّني موجود و أُشارك في إثراء المعرفة الإنسانيّة ]
بارك الله في شبابكم ، فأنتم المستقبل
لدكتور منصور علي كيالي